خاطرة : عالم الرويبضة
عالم الرويبضة
هي غابة لم تكن غير ذلك، كان هناك شيخ، وحكيم ، وسنبلة، وجوهرة، وجمهور لا يرى إلا ما يضلله الرويبضة، ولم تكن سنابلها إلا الأمل الذي يأمله الصالحون بأن تكون سوى الآمال التي مرت لتلجأ السنبلة إلى الرويبضة وتؤمنه على ما تحتويه من خير وجواهر، وما لم تعلمه السنبلة في وجدانها أن الرويبضة لم يكن يوماً يستحق هذا الأمان، فأفتى الثعلب بما يعلم، من جهالة، وسفاهة، وجحود لنعمة العدل التي أولته إياها السنبلة، حين يتجرد الرويبضة من معاني الكرامة والشرف، بالتأكيد سيصدر قراراً كتفاهته، ويا لها من وصف، إنها عفنة المصدر، كريهة الرائحة، عديمة الضمير، فاقدة الأمل في الصلاح، عقيمة إنجاب الأخلاق والقيم، فكيف تنجب الحق، وكله سير لتفاهة الرويبضة..
حقد لا يفارق قلبه الأسود، الممتلئ بأذى البشر، وضياع الصواب ..
اقترح الشيخ خطته، ليضعف المرض من حوله، ليجعل مكره يتشتت هنا وهناك،
وافقه الحكيم على ذلك، كخبرة ناجحة في خطط الحروب بين الحق والباطل ..
أكد الحكيم للسنبلة التحذير والاستعداد لمقاومة المكر المتسلل عبر أكاذيب ومخادعات ينشرها حقده في عرين الجواهر ..
وكانت المعركة، تقدمت تفاهته للتسلل الى كيان الجواهر، والكل كان لها بالمرصاد، عدا روث واحد فقط، إنه الرويبضة، جاء ولا ندري كيف جاء، ربما أحدنا قد أحضره إلى مكاننا، كحسن نية أن يتواجد للدفاع عن الجوهرة ، ولكن من أحضره ها هنا، قد أخطأ في اختياره، كسوء تقدير للخطة بالكامل، وكرمي الكرة خارج جدار المرمى الحديدي..
بالتأكيد ضاعت ..
ولكن بقيت دقات قلب، حي الحية، إنها قلب الحكيم، حينما، استخدم ما وهبه الله من حكمة في إدارة الأزمة، واتخذ زاوية يرى فيها الجميع، منهم من يخطط ومنهم من ينفذ، ومنهم من وقع في شرك الحقد، ومنهم من اندس كالسم في العسل،
إنها لحظات وقد حُسم الأمر، أخطأت السنبلة الهدف باللجوء الى الرويبضة، وأصاب سهمٌ قلب الحكيم، ولكنهم لم يظفروا به، وأحسن الله تصرفه، إذ وجد نفسه في نصف الملعب الأخر، حيث وضحت أمامه حقيقة الجمهور، حيث لا هتاف، بل هو صراخ، صراخ الأمر حينما يوكل إلى غير أهله ..
إنه عالم الرويبضة ..
رحم الله الحكيم، وحفظ الله الجوهرة ..
لن نغادر المكان !
أطلقها على صدري إن استطعت
سننتصر رغم أنفكم
حتى الطيور لم تسلم من اغتيالكم أيها الجبناء
سأقاتلك بما أستطيع
يفتشون حقيبة الأطفال خوفاً أن تكون مفخخة
وقفة مباركة أيها الطفل المبارك.. أعز الله شجاعتك
إنها ليست لوحة فنية .. ولكنها بيت سكني
لن يمنعنا العمر من قذفكم بالحجارة
إذا تقدمت خطوة سيكون مصيرك تحت قدمي أيها الجبان
************************
أتركوا أبي أيها الجبناء !
لم يبق لنا شئ نخسره أيها الحقير .. سنمسحكم عن وجه الأرض
سننتصر رغم أنوفكم
خذ هذه اللكمة أياه الجبان ..
خاطرة : خارطة العالم المنهار
خارطة العالم المنهار
نظرت يوماً إلى ورقة كبيرة معلقة على لوح خشبي ..
في مدخل قسم الجغرافيا في الجامعة ..
فعاكسَت نظرات عيني جزء من شرقها الأوسط الصغير ..
بحثت من حولها البعيد وعلى زوايا لوحها..
فلم أجد لها عنوان إلا كلمات صاغها بعض طلاب القسم ..
خارطة العالم المُنهار ..
انفجرت في داخلي أفكار ..
امسح خطوط العرض الملكية ..
وخطوط الطول المزوية ..
لتزيل حدوداً وهمية ..
من مصر حتى سوريا ..
ألحانك يا فكري قوية ..
تقسوا مرة .. وتحرق مرة .. تُجَّـار الهوية ..
عبر المنطقة الجنوبية من فلسطين الأبية ..
نزفت بعض القطرات من الدماء الزكية ..
نادتها أخت في عجل .. عبر حدودها الشمالية ..
لبيك أختي فلا نامت عين .. لم تكن لك فَدِّية ..
هنا جنوب لبنان .. إلى فلسطين الأبية ..
سنخوض الحرب درباً .. بإذن رب البرية ..
ونسحق صهيونَ دوماً .. ونعيد العزة العربية ..
لنفتح أبواب الحشود في الأمة العربية ..
لندع الجموع الناهضة تدخل عبر الحدود الجنوبية ..
لنبعد العملاء عن مسيرتنا الصامدة العصية ..
فأقدام الأقزام لم تُخلق لتواكب الفدائية ..
اسحق كل الحدود .. لتُحرق كل تأشيرات الدخول ..
نحيطك بفيضان الذين جاءوا إليك فاتحين ..
وباسم الذين تركوا وراءهم هويات اللاجئين ..
باسم الذين صدحت صيحاتهم .. الله أكبر جاءوكِ متحدين ..
كل معتدٍ عليك .. وكل واهم بدعم بوش وبوتين ..
لن يفلت اليوم من غضب الجماهير بل الجيوش الجرارة ولن تستكين ..
صوت فرقعة خلف الحائط المعلق عليه العالم المنهار.. أقصد خارطة العالم المنهار
تخيلت حينها أن اجتياح الجيوش العربية قد وصل .. !!
فلم تكن هذه إلا مشاكسة أحد الطلاب في السنة الأولى له في القسم .. أنه أحب أن يعيد زمان مدرسته الثانوية ..
خاطرة : حـبـيـبـي
حـبـيـبـي
مَــرُّ زمان على ذلك الفراق ..
ولا زلت أسأل عنك .. ربما لأقول لك فقط .. أني بدأت أحبك ..
قلتُ مرة .. إلى أي مدى يسمح لي حبيبي بالوصول ..
إلى قمة الفدائية ..
أو ربما إلى أوحال الجرائم والنفاق ..
لأني لم أكن يوماً أتصور أن أكون فدائياً على لحن قريب من فؤادك ..
وربما لم أكن يوماً أفكر في أن أجرح حتى مشاعر ريشة بيضاء حانية ..
فكيف أن أكون مجرماً .. أو منافقاً ؟؟ !!
ربما لم تصدقني ..
أظنها قصيدة تكتبها يا حبيبي في رثاءٍ لقلبي الذي أَحَبَّك ..
أو رواية صامتة ألهبتها مشاعري نحوك ..
لتقيم فوق عداد انهيارك يا حبيبي جمهورية شاعرية شامخة ..
يؤمن حاكمها بأن الحرب خُلقت لتخلص البشرية من القبيحين والمرضى ..
ولكنه لم يعرف هذا الظالم .. أنك قلمي ..
فلم أكن آمرك يوماً إلا أن تعـزف ألحاني ..